الأربعاء، 29 مايو 2019

وكالة ناسا تقدم مبلغ 18,500 دولار لكل شخص مستعد للبقاء في الفراش لمدة 60 يوماً




جميعنا يعرف بأن السفر في الفضاء ليس فقط أمراً مكلفاً، إنما أيضاً محفوفاً بالمخاطر. إذا أقدم الناس على إرسال أشخاص إلى كوكب المريخ، فإنه يجب على العلماء أن يعرفوا ويفهموا التأثيرات التي من الممكن أن يتعرض لها الجسم البشري جرّاء العيش في الفضاء. من المعروف أن رواد الفضاء يعانون من متلازمة تدعى ”الرأس المنتفخ وسيقان الطيور“ بسبب ظروف انعدام الجاذبية، وتظهر أعراض هذه المتلازمة عندما يصبح تدفق الدم غير قادر للوصول للأقدام، وكنتيجة لذلك يمتلئ رأس رائد الفضاء بالسوائل.
لذلك قامت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ESA بالتعاون لإجراء دراسة ”الراحة في الفراش“ أو Bed Rest وذلك ليعرفوا كيف يتأقلم الجسم البشري في حالة انعدام الجاذبية. أعلنت وكالتا الفضاء أنهما تبحثان عن متطوعين (24 متطوع) ليقضوا 60 يوماً وهم مستلقين على الفراش ليساعدوا العلماء على فهم تأثيرات السفر في الفضاء على رواد الفضاء، كما سيُدفع لهم مبلغ 16500 يورو (أكثر من 18500 دولار)، وسيسافرون إلى مدينة (كولن) الألمانية.سيقوم 24 من المشتركين المختارين بالسفر إلى مركز الفضاء الجوي الألماني DLR ليبقوا في الفراش لمدة شهرين:






لكن هناك بعض المتطلبات التي يجب أن تتحقق في المتطوعين، حيث يجب أن تكون أعمارهم بين 24 و55 سنة، أصحاء ويتكلمون اللغة الألمانية.سيبدأ البحث في شهر سبتمبر وسيستغرق مدة 89 يوماً، سيعطى المشتركون 5 أيام ليألفوا أجواء التجربة، وبعد اكتمال مدة دراسة الراحة في الفراش (60 يوم) سيخضعون لـ14 يوماً من إعادة التأهيل، تماماً كما يخضع له رواد الفضاء الحقيقيون.من أصل 89 يوم من التجربة، سيقضي المتطوعون 60 يوماً منها في الفراش:



خلال مدة الراحة في الفراش، يتطلب على المشتركين القيام بكل شيء وهم مستلقين على الفراش، من الأكل إلى الخروج إلى الحمام، وستكون لديهم القدرة على مشاهدة التلفاز وسيتم تزويدهم بأشياء للقراءة بالإضافة لنشاطات أخرى، كما يشجع منظمو التجربة على القيام بدورات على الإنترنيت وتعلم مهارات جديدة. خلال فترة الراحة، سيستلقي المتطوعون وأرجلهم مرفوعة قليلاً وذلك لتقليل تدفق الدم لأطراف الجسم، سيفرض هذا الأمر ضمور العضلات بشكل مشابه لما يحصل لرواد الفضاء أثناء تواجدهم في الفضاء.يتم تقسيم المتطوعين لمجموعتين:



سيقوم نصف المتطوعين بزيارة جهاز طرد مركزي من وقت لآخر. يشبه جهاز الطرد المركزي غرفة جاذبية مصطنعة، حيث يحاكي الجاذبية أثناء دورانه، مما يدفع الدم إلى أطراف المشتركين السفلية. سيساعد هذا العلماء على معرفة إن كان نظام محاكاة الجاذبية هذا مفيداً بأي شكل من الأشكال في تقليل آثار الاستلقاء بوضعية واحدة لمدة طويلة من الزمن.خلال البحث، سيتم استخدام جهاز الطرد المركزي ذو الذراع القصيرة الخاص بالمركز الألماني للفضاء DLR:




يحاكي هذا الجهاز الجديد الجاذبية الاصطناعية ويدرس تأثيرها على الجسم البشري. سيعود هذا الجهاز بالفائدة ليس على رواد الفضاء والمسافرين في الفضاء لكن أيضاً على الناس الذين يعانون من مشاكل صحية على الأرض. باستخدام أداة الطرد المركزي البشرية هذه، ستعرفنا التجربة على أفكار جديدة متعلقة بأمراض مثل هشاشة العظام، وضمور العضلات، والأمراض الوعائية.سيخضع المتشاركون خلال الدراسة لفحص دقيق من العلماء:



تهدف تجربة الراحة في الفراش لمحاكاة تأثيرات الجاذبية الضئيلة على الجسم البشري. تبدأ آثار الجاذبية القليلة على الجسم البشري بعد قضاء وقت مطول في الفضاء، حيث تبدأ العضلات في الضمور وتصبح العظام أقل كثافة كما يتدفق الدم بشكل متفاوت في الجسم. ولمواجهة هذه الأثار الجانبية، يتطلب البقاء في الفضاء تمارين رياضية منتظمة، ويأمل العلماء أن تكون الجاذبية المصطنعة أكثر فائدة.فريق من العلماء، والأطباء والمعالجين النفسيين المحترفين، بالإضافة إلى أخصائي تغذية سيكونون في موقع الدراسة:




سيقوم أخصائي التغذية بوضع برامج الوجبات للمشتركين. يتم تحضير الطعام بدون أية أضافات أو محليات اصطناعية، وفي نفس الوقت يكون متوازناً بحيث يضمن قيمة غذائية كافية. لكن لإرضاء محبي الطعم الحلو، يتم تقديم التحلية من حين لآخر.بعض الناس أحبوا الفكرة، بينما لم يكن الآخرون بنفس الحماسة، وأنت عزيزي القارئ مارأيك؟ وهل ستشارك في التجربة إن سنحت لك الفرصة؟

0 التعليقات

إرسال تعليق